القائمة الرئيسية

الصفحات

لجين قاسم/الرقصة الأخيرة/سوريا

|| الرقصة الأخيرة ||

في حفلةٍ راقصة اجتمع أصدقاءُ العمرِ سويّاً 

وأخذوا يسترجعون ذكرياتهم الطّفوليّة معاً ...بينما هو جلسَ يرمقها بعينيه السّاحرتين، وهي تحاولُ جاهدةً تفادي نظراتهِ خوفاً أن تدمنَ جماله من جديد..

نعم ...

 من بين كل الأصدقاء حولهم ....كانا عاشقين ،لكن تدمّر كل شيء  بسبب سوء فهم ... 

تقدّم نحوها وقطع حبل الصّمت قائلاً : سأحتاجُ إلى رقصةٍ أخيرة معكِ قبل أن أذهب ... أتسمحين لي ؟

_طبعاً ...

وأثناءَ الرّقص على تلك النغمات الهادئة الي تجعل القلب أكثر رقّة وأشدّ تأثيراً ... 

نطقت هي بعد صراعٍ عظيمٍ داخلها: 

لماذا قلت "رقصة أخيرة" ؟أين ستذهب؟؟

-إلى الأعلى ،حيث يمكنني أن أرى جمال الدنيا 

 حيث أجلس بين النجوم التي لطالما حَلُم البشر بالوصول إليها، بجانبِ شبيهك الذي استعار منكِ بعض الجمال ..

توقّفت عن الرقص وتجمّدت في مكانها ، ثم أخذت نفساً عيمقاً لتوضّح بعض الأفكار... فأمسكَ ذراعها وجذبها نحوه مرّة أخرى..

-لستِ بحاجةٍ للتّبرير أنا فقط هنا لاخبركِ كم اشتقتُ إليكِ ...

تكادُ تنفجرُ بكاءً ... تودّ احتضانه و إرواء قلبها المتعطّش لحبّه  ..

-إذاً ابقَ... لا ترحل

-أنا أساساً راحل... صدقيني لست هنا أنا هناك أبعد حتى ممّا تتصوّرين... 

ابتعدت عنه مسرعةً فلم تجد أحداً لا بجانبها ولا معها لم تجده

اختفى وكأنّه طيف... في الواقع هو طيف 

مجرّد طيف عاشقٍ  لم يشعر بالرّاحة إلا عندما عبّر عن اشتياقه...

وها هو يعودُ إلى منزلهِ بين النّجوم وشبيهها..

#انتماء _للثقافة_والأدب

تعليقات

التنقل السريع