القائمة الرئيسية

الصفحات

لما عمرعمر /العالم الافتراضي والوضع المتدمر

| العالم الافتراضي والوضع المتدمر |


الكون عامةً والبقعة الشرقية خاصةً انخرطا بالعالم الافتراضي انخراطاً جماً يستحيل افلاته، عالم الشابكة والانترنت وما يرادفهما من أشياءٍ إلكترونية جامدة

ثم إن تلك المجتمعات كثُرت لتتفرع إلى عدة أفرع لكن هدفها واحد وهو إصابة الناس بمرض الهوس بها و إشغالهم عن متعة الحياة ثم سرقة أراضيهم والطرفان يمرحان. 

مجتمع الفيس بوك مثلاً الذي جعل "الأونلاين" جزءاً غير مجتزأ من نهارنا جعل النشر والتعليق اساسياً

أصبحنا نتحدث مع بعضنا البعض من خلال جمل ترسل خلف الشاشات و تستلم خلفها أيضاً، حديث ناشف وأنت تلمس بأصابعك تلك الشاشة وآخر يأخذ بؤبؤ عينه ويعيده قارئاً جملاً صامتة لا حياة فيها و يدعي أنه في قمة سعادته عندما قام بالدردشة مع أحدهم 

والذي لا يُفهم كيف وجد سعادةً وهو لم يرَ بريق عينيّ صديقه وهو ينصت لثرثرته؟، كيف وهو لم يشاهد ضحكة حبيبته العفوية دون أن تتصنع أو تعيد التسجيل ودون أن يحذف أي تفصيل مرّ في ذاك الحديث؟، كيف وجد السعادة وهو لم يعانق أخاه بقوة ولم يشدد على أكتافه ويقول أنا معك لا تحزن؟ 

كيف وهو لم يرَ الجمال بعينه دون فلاتر ودون تعديل؟!

الفيس بوك أو الانستغرام أو أياً كان من منصات التواصل الاجتماعي لها تعريف واحد وهو:

مجتمعات كاذبة تأخذ أكثر مما تعطيك، تسلب منك فرصة التمتع بكل ما هو من خلق الله عز وجل، مجتمعات هدفها تأخير تقدم البشرية وعودتها للوراء وحجب عقول الشباب خاصةً عن واقعهم المرير و التفكير بتحسينه وجعل تفكيرهم محدود بالندب عليها ونشر ال "بوستات" التي يتمنون فيها السفر إلى أرض الذي اخترعها ليحققوا غايته الأساسية وهم لا يعلمون متحججين بعلة العيش وفقر الأمة 

أيا شباب العرب ألم تفكروا يوماً بأن مسؤولية البلاد علينا فابتكالكم هذا ضاعت بلادنا و جاعت الطيور ولا يوجد كسرة خبز لا على أعالي الجبال ولا حتى في بيت عادي

حرمنا قوت يومنا بِصَمتنا المستمر حرمنا أقل حقوقنا بالعيش براحة بال دون التفكير بالبحث عن عمل إضافي لتسديد ديون متراكمة

اين أنتم يا شباب المستقبل من هذا؟ هل ستستمرون بالقول السفر إلى الخارج أفضل، الجواب معروف فإذا كان لا أمل من شباب البلد الواحد فلا أمل من دولنا بالتوحد 

أبقوا مكانكم نشطين على ماسنجر، علقوا بحقوقكم التي لا يأبه لها أحد، شاركوا منشورات الهجرة التي لو عملتم ثلاثة أشهر متواصلة لن تسطيعوا ادخار سعر الفيزا، أوصدوا الباب على انفسكم و انعزلوا إلى عالمكم الذي يليق بتفكيركم المنهدم 

فلا خير في دولة لا خير في شعبها. 

#انتماء_للثقافة_والأدب


تعليقات

التنقل السريع