القائمة الرئيسية

الصفحات

آية محمد اويس ابوسرور/أسفي على دمشق/سوريا

أسفي على دمشقَ

في ليلة باردة كان الجو متقلبًا جداً أصوات الرعد تتعالى ولكن ماكان يريحني أن الهدوء يعم في المكان و كنت وحدي مع نافذتي و المطر نظرت إلى السماء وهي تلمع ببياضٍ غريب، دهشت من هذا المظهر قلت في نفسي سبحان رب الكون كيف خلق لكل شيء  مسار في هذا العالم 

نرى أسبابًا تجعلنا سعداء تارةً وتجعلنا تعساء تارةً أخرى كنت أعد النجوم واحدة تلو الاخرة  لكي أرى تلك النجوم على حالها أم تغيرت كما تغيرت بلادي لكنها تغيرت جداً ياصديقي لم أجد أحداً سعيدًا في حياته لم أجد أحداً يضحك كل يوم مثل الماضي أصبح في بلادي الهم الوحيد أن نعيش في سلام وأمان لكن كيف لا أحد يعلم سوى الخالق في حال كل واحد منهم أصبحت النساء أكثر عدداً ومسؤولية من الرجال لم يعد الرجل يتحمل تلك  المسؤولية التي تحملها المرأة كثر عدد الأرامل والمطلقات، كثر كسر الخواطر والظلم والاستبداد لم تعد بلادي كما كانت سألني صديق لي في غربته عن حال بلاده الذي كان يعيش فيها قبل الحرب وقفت حائرة ماذا سأخبره قلت له بماذا سأبدأ .. أأُحدثك عن شباب أضاعوا عمرهم في ارتكاب الذنوب أم عن الفتيات اللواتي أضعن تربية أهلهنّ وأشقوهم ياصديقي كثرت الذنوب في بلادي وكثر الفساد. 

صديقي ظل ساكناً لم يعد يعلم ماذا سيقول لي ابتسم ابتسامة اسميتها خليط من مشاعر الحزن والألم والأسف على ماجرى وقال لي لم كنت أتوقع أننا سنصل إلى هذه المرحلة.

لقد قلّ الحياء و أصبح الدين عقدة والتمسك به تشدد أصبح الأخ يقتل أخاه ويشتمه، أصبح الحقد والحسد والسواد مليئاً في قلوب أبناء بلادي يا صديقي لم تعد كما كانت لأن قلوب البشر أصبحت سوداء للغاية 

أتعلم أن شبابنا يفضلون الغربة عن وطنهم أكثر من المعيشة فيه لأنها لم تعد معيشة لم تعد كما كانت أغلقت المكالمة مع صديقي وسالت  دموعي في البكاء كالمطر الذي يطرق باب نافذتي  ألمني قلبي على شيء لم يعد بكيت على صورة جميلة كانت عالقة في بالنا ولكن محتها الذاكرة، أبكي على هم و تعب حملناه باكراً في عمر شبابنا أبكي على شباب لم يسجدوا لربهم ركعة لكي يشكروه أبكي على الشام..

  رعدت السماء بقوةٍ نظرت إليها كالمنتظر أملاً او إشارة إلهيه تخبرني أننا بخير.

وتذكرة قصيدة الشاعر نزار قباني كنت دائما ارددهاا 

هذي دمشقُ وهذي الكأس والراح ***أني أحب وبعض الحب ذباحُ   

أنا الدمشقي ولو شرحتم جسدي*** لسال منه عناقيد وتفاح..إلخ 

قال في آخر القصيدة كلمات تؤثر بي دائماً.

هنا جذوري هنا قلبي هنا لغتي فكيف أوضحُ؟هل في العشقِ إيضاحُ؟ 

أكملت ليلتي قرب النافذة و أنا أعد تلك النجوم التي لم تنتهِ بعد وعدتُ أفكر في بلاد البؤس والأحلام النائمة والقلوب المنطفئة السوداء بلاد لم تعد فيها السعادة كما كانت أصبحت السعادة فقط مجرد كلمة تقال لكنها مع الأسف فقط في بلادي 

يا حسرتي  على شيء لم يعد كما كان و يا أسفي على هذا الزمان.

#انتماء_للثقافة_والأدب

تعليقات

التنقل السريع